Home » Blog » الفرق بين التعليم النشط والتعليم السلبي

الفرق بين التعليم النشط والتعليم السلبي

المقدمة

هل تعلم ما هو الفرق بين التعليم النشط والتعليم السلبي؟ لطالما كان التعليم بالنسبة إلينا هو شرح المعلم واستماع الطلاب إليه من أجل فهم الدرس، ولكن مع تطور العالم وبالحركة التعليمية في الدول الأجنبية، عرفنا نوع اخر من التعليم الا وهو التعليم النشط أو التعليم الإيجابي، والذي يختلف جذريا عن التعليم السلبي المعروف لدينا من خلال طريقة التعليم ذاتها والهدف الذي يسعى إليه.

وبالنظر إلى البلاد التي تشجع التعليم النشط ، فإننا نلاحظ تقدم في مهارات الطلاب المعرفية أكثر من طلاب البلاد التي لازالت تتبع النمط السلبي في التعليم، والذي يعتمد على الاستماع والتلقين فقط في غياب التواصل بين المعلم والطالب، وفقدان الجزء العملي في الدراسة الذي يعتبر أهم اجزائها.

والتعليم مسؤولية مشتركة بين الأهل والمعلم وإدارة المدرسة، لذلك وجب التنويه عن دور المعلم الضروري في إتمام عملية التعليم النشط، من خلال التدريب المهني، والتقييم المستمر لأدائه كمعلم وأداء طلابه. وحرصا منا على إخراج جيل مؤهل دراسياً بشكل ممتاز سوف نتناول موضوع التعليم النشط والتعليم السلبي بتوسع في السطور القليلة التالية

مفهوم التعلم النشط

في الدول المتقدمة، يتم استخدام نظام التعليم النشط في المدارس، وهذا النوع يعتمد على المشاركة بين طرفي العملية التعليمية (المعلم، والطالب) اثناء شرح الدرس، من خلال حرص المعلم على النقاش مع الطلاب حول الدرس، وتقديم المعلومات في شكل أنشطة يشترك فيها الطلاب بجانب الكتب المدرسية.

داخل فصول التعلم النشط يتواجد تغذية راجعة بين المعلم والطالب مما يسمح بثقل مهارات الطالب، كما يحرص المعلمون على إدماج العمل الجماعي في الصف، مما يعمل على تعزيز التعلم التفاعلي والتفكير النقدي لدى الطلاب، ويتمثل التعلم النشط في ورش العمل، والتجارب العملية، ونقاش الطلاب لإيجاد حلول متعددة للمشاكل، والألعاب التعليمية التي تهدف إلى الفهم والإدراك.

ويتميز التعليم النشط بالتركيز على مفهوم التعليم ككل وليس فقط التركيز على درس محدد، او مشكلة بعينها. وذلك من خلال اهتمامه بمعرفة المفاهيم المرتبطة بالعالم الحقيقي، وتنميته للمهارات الأساسية مثل؛ التحليل، والتعاون، والتقييم، والابتكار، والتواصل.

مفهوم التعلم السلبي

التعليم السلبي هو النظام التعليمي الكلاسيكي المتبع في العديد من دول العالم، وهو في حد ذاته عبارة عن مجهود من طرف واحد وهو المعلم؛ حيث يقوم المعلم بالدور الأول والأخير في عملية إيصال المعلومة للطالب، في حين لا يُتوقع شيء من الطالب غير استيعاب المعلومات المقدمة له. لذلك سُمي هذا النوع من التعليم بالتعليم السلبي لخمول أحد طرفي عملية التعلم (الطالب).

يتمثل التعلم السلبي في الندوات التعليمية، والمحاضرات الجامعية، والتعليم في الدول النامية بشكل عام، والحصول على الدورات التدريبية من خلال الانترنت، حيث يتوفر عامل نشاط من جانب واحد فقط وهو المعلم / المُدرب.

كما أن التعليم السلبي يهتم بالجانب النظري فقط من خلال تقييم مستوى الطلاب عن طريق الاختبارات والامتحانات النظرية؛ وبالتالي فإن التعلم السلبي يهتم بتنمية وتحسين المهارات النظرية مثل؛ الكتابة، والحفظ، والإنصات، والتنظيم.

ومن عيوب هذا النوع من التعليم هو وقوع مسؤولية الفهم وأخذ المعرفة على عاتق الطالب / المتعلم، من خلال التركيز اثناء شرح المعلم للمادة، واستذكار المعلومات عن طريق الحفظ والاستراحات تمهيدا للقيام بعمل جيد في الاختبارات النهائية التي تؤهله إلى المرحلة الدراسية التالية.

الفرق بين التعليم النشط والتعليم السلبي

كلاهما يحمل الإيجابيات و السلبيات، فإن كان التعلم النشط يمنح الطالب ذاتية في التفكير المتشعب، فعلى الجانب الآخر يعمل التعليم السلبي على تعزيز التفكير المتقارب وتحديد المشكلات وهذا في حد ذاته جيد.

وتتمثل الاختلافات بين إيجابيات كلا النظامين في الجدول التالي:[1]،[2]

التعليم النشطالتعليم السلبي
– تحفيز الفهم المتعمق للمعلومات المقدمة للطالب.
– تعزيز التعامل مع مشكلات العالم الواقعي.
– تعزيز مهارات التحليل والتواصل والابتكار لدى الطالب.
– يشجع الطلاب على الابداع والتفاعل بين الطلاب.
– تعزيز التفكير المتشعب والنقدي.يُمكِن الطالب من المشاركة في عملية التعلم الخاصة به.
– تمكين المعلم من تقييم وضع الطلاب بشكل مستمر.  
– يُمكِن المعلم من تقديم محتوى منهجي، فيقلل الحمل المعرفي للمعلم داخل الفصل.
– يُمَكن المعلم من تقديم كم كبير من المحتوى الدراسي لعدد كبير من الطلاب في نفس الوقت.
– يعزز من سيطرة المعلم على كم المعلومات المقدمة للطالب.
– يسمح للطلاب باستيعاب المعرفة والمعلومات المشروحة من خلال الطريقة الخاصة به، إما عن طريق الكتابة، او القراءة، او مشاهدة الفيديوهات التعليمية في وقت فراغهم.
– يعزز من التفكير المتقارب.  

بينما تتمثل الاختلافات بين سلبيات التعلم النشط والتعلم السلبي فيما يلي:

التعليم النشطالتعليم السلبي
– لا يصلح لتقديم كم كبير من المعلومات والمعرفة دفعة واحدة.
– يتحكم في سيطرة المعلم على المحتوى الدراسي، فيكون أقل سيطرة.
– يتطلب مهارات خاصة بالمعلم مثل؛ تبسيط المعلومات وتخطيط الدروس بشكل مرن.
– يعتمد اعتمادا كليا على المعلم، مما يجعله يجب أن يستمع لأسئلة الطلاب المختلفة وتوجيههم نحو الفهم من خلال الإجابة على أسئلتهم.
– لا يتناسب مع الطلاب الانطوائيين، وخصوصاً أثناء العمل الجماعي أو نقاش المحتوى الدراسي.
– قد يكون ممل بالنسبة لتلقين المعلومات والاعتماد على الشرح النظري للدرس.
– لا يصلح كطريقة تعليم لجيل التكنولوجيا الحديثة والانترنت بسبب تشتت انتباههم بسرعة، وبالتالي لا يمكنهم التركيز اثناء الشرح المطول دون التفاعل معهم.
– من الممكن أن يؤدي إلى فهم المحتوى الدراسي بشكل سطحي بسبب عدم التفاعل بين الطلاب والمعلمين.  
– يوفر فرص أقل للمعلم لتقييم الطلاب.
– لا يسمح للطلاب باختبار معرفتهم وخبراتهم.
– لا يسمح للطلاب بالمشاركة في عملية التعليم.
– يركز على الجانب النظري فقط والحفظ ظهرا عن قلب دون التعمق في التفكير والنقد.
– يزيد من الشعور بالخجل والخوف من الدخول في نقاش تعليمي، مما يؤدي إلى سوء فهم المحتوى الدراسي أو عدم فهمه.  

مما سبق يتضح أن التعليم النشط يمتلك إيجابيات تساعد على تحسين مهارات الطلاب وتأهيلهم للحياة العملية بشكل أكبر من التعليم السلبي، ولكن التعليم السلبي أيضا له إيجابيات في زيادة معرفة الطلاب وتحسين مهاراتهم النظرية، لذلك من الأفضل دمج التعليم النشط في الفصول الدراسية.

كيفية تطبيق التعليم النشط في الصف

إن كنت أحد المعلمين الذين يهتمون بتطوير طريقة إيصال المعلومات والمعرفة للطلاب، وتود تطبيق التعلم النشط في فصلك الدراسي، فعليك العلم أنه قد تواجهك بعد التحديات المتمثلة في إقبال الطلاب على هذا النوع من التعليم.

لذلك يمكنك تطبيقه بعدد من الاستراتيجيات الفعالة التي سنوضحها فيما يلي، ولكن أولا يجب أن تتأكد من تهيئة فصلك الدراسي لاحتواء الطلاب أثناء تعبيرهم عن آرائهم، واحرص على تشجيع طلابك بتجربة التعليم التفاعلي والعمل الجماعي بينهم، بالنسبة لاستراتيجيات التعليم النشط فهي كما يلي:

استراتيجية السؤال والجواب

يعتبر طرح الأسئلة أسلوب فعال لتعزيز التفاعل بين الطلاب، كما يزيد من فهم كيفية تفكيرهم، ومن أجل نجاح هذه الاستراتيجية في فصلك الدراسي:

  • قم بتحضير الأسئلة قبل دخول الفصل، واعمل على تحضير الوقت المناسب لطرح هذه الأسئلة أثناء الشرح.
  • احرص على تغيير توقيت طرح الأسئلة لتجنب التكرار والملل، اي لا تطرح سؤال على كل فقرة، بل قم بطرح اسئلتك على فترات غير متساوية.
  • تأكد من دفع جميع الطلاب للمشاركة من خلال تشجيع جميع الاجابات ودعمها.

السؤال المفتوح – ورقة الدقيقة الواحدة

وهذه الاستراتيجية عبارة عن طرح سؤال مفتوح والسماح لجميع الطلاب بالإجابة عن السؤال في ورقة لمدة دقيقتين، قد يدور السؤال حول الدروس المستفادة من الدرس المشروح، او تلخيص المحاضرة في جملة واحدة، او التعليق على الدرس.

ويمكن طرح السؤال في أي وقت، كما يمكنك طرحه في نهاية الفصل، أو خلال الدرس باعتبار أنه انتقال من فقرة لأخرى مما يسمح للطالب بفهم المعلومات اول بأول وتلخيصها.

العصف الذهني

في هذه الاستراتيجية يتم اختيار موضوع معين وتحفيز الطلاب لإنشاء افكار حول هذا الموضوع، أو استخراج أسئلة حوله يتم كتابتها على السبورة، وبذلك تحفز ذهن الطلاب على التفكير والإبداع، ومن أجل القيام بذلك:

  • قم بتشجيع الطلاب على استخدام خبراتهم المعرفية السابقة.
  • احرص على تشجيع جميع الاجابات من جميع الطلاب خلال إنشاء افكار حول الموضوع.
  • يمكنك تطبيق الاستراتيجية على أي عدد من الطلاب، وفي أي فترة زمنية.

المناقشات

ان تحفيز الطلاب على النقاش في المحتوى الدراسي إن كان في الفصل أو في التعلم عن بعد يجدي نفعا في تطبيق التعلم النشط الفعال، ويسمح باستكشاف العديد من وجهات النظر، وفهم المحتوى الدراسي بأكثر من طريقة. كما يساعد على تطوير مهارات تركيب المعرفة والتكامل للطلاب، وتتطلب هذه الاستراتيجية:

  • التفكير النقدي من الطلاب.
  • تقييم ردود واجابات الطلاب بعضهم البعض.

الخاتمة

إن تعليم جيل متميز بمهارات التواصل والتفكير النقدي من الأمور الواجب أخذها بعين الاعتبار، وتطبيقها في الفصول الدراسية من خلال استخدام استراتيجيات التعلم النشط بجانب التعلم السلبي.

المصادر: [3]graduateprogram[1], hospitalityinsights[2], queensu

Doha Hamada

ضحى حماده، خريجة ليسانس اداب قسم اللغة الفرنسية، وبكالوريوس تربية قسم اللغة الإنجليزية، تعمل مترجمة لثلاث لغات وكاتبة مقالات محترفة من مصر.