Home » Blog » ما علاقة القراءة بنمو عقل الطفل؟

ما علاقة القراءة بنمو عقل الطفل؟

المقدمة

نعلم بأن القراءة تعمل على تنمية مهارات التفكير والتذكر، كما أنها تزيد الحصيلة اللغوية لدى القارئ. فإن كان ذلك يختص بالشخص البالغ؛ فكيف تكون أهمية القراءة وتأثيرها على تنمية عقل الطفل ومهاراته؟

هل القراءة تفيد الأطفال؟ كيف تكون القراءة مهمة للطفل؟ كيف اساعد طفلي على تنمية عقله ومهاراته عن طريق القراءة؟ وما هي الطريقة الصحيحة التي يجب اتباعها أثناء القراءة للأطفال؟ أسئلة عديدة ومختلفة حول أهمية القراءة للأطفال، وسوف نقوم بالإجابة على هذه الأسئلة في السطور القليلة القادمة.

ان القراءة تحمل أكثر من فائدة للطفل منذ بداية فهمه العالم من حوله، حيث تعمل على تحفيز النشاط وتعزيز الانتباه، فضلا عن تطور خيال الطفل مما يسمح له بالتفكير الإبداعي والمبتكر. كما تعتبر القراءة بمثابة أداة تعليمية للأطفال تمكنك من اخبارهم بالآداب العامة والتعليمات الغير مباشرة، عن طريق قراءة قصة قصيرة تعليمية على سبيل المثال.

هل القراءة مهمة لتنمية عقل الطفل

ان كان لديك طفل فلربما حاولت قراءة قصة له قبل النوم، هل لاحظت كيف تلمع عيني الطفل عند القراءة؟ سأخبرك لماذا .. تعمل القراءة على تحفيز النشاط البدني في دماغ الطفل، وبالتالي إطلاق الخلايا العصبية فيها.

فأثناء قراءة قصة قصيرة للطفل يتم تنشيط اقسام الدماغ المسؤولة عن تكوين المعاني وفهم الكلمات الجديدة، وقد يثير ذهنك معرفة أن 90% من نمو دماغ الإنسان يحدث في الفترة ما بين الولادة وحتى سن الخامسة، اي في فترة الطفولة. حيث تتشكل المسارات العصبية لدماغ الطفل بالتسلسل بداية من المسارات الحسية واللغة حتى المسارات المعرفية العليا.

فالقراءة المنتظمة مع الطفل تحفز نمو دماغه، وتساعد على بناء مهارات التواصل بين الاطفال والكبار، وتنمية اللغة والكتابة بشكل جيد مما يعود بالفائدة على حياة الطفل فيما بعد فترة الطفولة. كما تساعد القراءة على تكوين المهارات المعرفية وتنمية خيالات الطفل التصورية.

من فوائد القراءة للأطفال

تشتمل القراءة على العديد من الفوائد للأشخاص البالغين، ولكن فوائد القراءة للأطفال هي اللبنة الأساسية في تطور وتنمية المهارات الكتابية واللغوية لدى البالغين والمراهقين، حيث يتم بناء وتطوير المهارات المعرفية في سن مبكرة من حياة الطفل، ومن هذه الفوائد ما يلي: [1]، [2]

تنمية المهارات المعرفية

تساعد القراءة على تنمية وتطوير المهارات المعرفية، وهذه المهارات تعني بكيفية إدراكنا وفكرنا في الحياة من خلال الاستدلال والذكاء وقدرة الدماغ على تطوير اللغة ومعالجة المعلومات.

ومن ذلك فإن القراءة تعمل على تعزيز قدرة الأطفال على فهم العالم من حولهم بعمق من خلال تزويد دماغ الطفل بالمعرفة الأساسية، وتوجيههم إلى استخدام هذه المعرفة كقاعدة من أجل فهم جميع المنبهات المسموعة والمرئية والمقروءة، ما يعمل على تنمية المهارات المعرفية لديهم.

تطور الجانب الحسي للطفل

عند قراءة قصة قصيرة للطفل، تضم عدد من الشخصيات والأحداث. فإنك تسمح للطفل بتجربة مثيرة لمشاعر العاطفة لديه من خلال التعايش مع شخصيات القصة، وتكوين مشاعر مختلفة تجاه كل شخصية فيهم. مما يؤدي إلى تطور الجانب الحسي للطفل، ومعرفة أنه يوجد ما يسمى بالمشاعر تجاه الآخرين، ويبدأ الطفل في استخدام هذا في العالم من حوله مع أشقائه وأصدقائه وعائلته.

بالإضافة إلى ذلك، فإن القراءة ستساعد على اكتساب الطفل معرفة كبيرة بمشاعرهم تجاه الغير ومشاعر الآخرين تجاههم، مما يطور وينمي مهاراتهم الاجتماعية.

اكتساب معلومات اكثر

ان قراءة كتاب معين مع طفلك يساعده على زيادة حصيلة معلوماته من خلال معرفة بلاد جديدة، او شخصيات وأماكن واحداث غريبة عليه كونه اول مرة يعرفها، مع الشرح المفصل من قبل الأهل بالطبع. وذلك من شأنه أن يمنح للأطفال فهمًا أعمق للعالم من حولهم والثقافات المختلفة من خلال اكتساب كم كبير من المعلومات.

تقوية العلاقات

مع ضيق الوقت وسرعة العالم التي نعيشها، قد لا يتوافر لديك الوقت الكافي للتقرب من طفلك وبناء علاقات اجتماعية سليمة معه، ولكن إن انتظمت في القراءة مع طفلك ولو مرة يومياً قبل النوم، فإنك تقترب خطوات كبيرة تجاه تقوية علاقتك بالطفل. فضلا عن توفير مشاعر الحب والاهتمام للطفل والتي تعد بمثابة مفتاح التربية السليمة والشخصية المتزنة له.

فوائد القراءة في تعليم الأطفال

كوالدين علينا الاهتمام بتنمية عقل الطفل وتطوير مهارته من خلال القراءة وتعزيز الحصيلة الثقافية له، وجدير بالذكر أن للقراءة عدد من الفوائد في تعزيز قدرة الطالب على النجاح في التعليم والحياة الدراسية كما يلي: [2]

تعزيز حب القراءة

عندما تقرأ لطفلك في عمر مبكر من حياته حتى وإن كان عمره شهور، فهذا من شأنه أن يعزز لديه حب القراءة والتعلق بالكتب وإثارة اهتمامه بالعالم من حوله. إن القراءة تعمل على تنمية المهارات الأدبية للطفل عن طريق مراقبتهُ لك عندما تقرأ له، وملاحظته مدى تركيزك أثناء القراءة، والتصرفات التي تقوم بها من خلال النظر إلى الكلمة، وطريقة سرد الكلام، والتقليب بين الصفحات.

كل هذه المهارات يتعلمها الطفل تُحفر في ذاكرته من أجل ممارستها عندما يكبر، حتى وإن لم يكن الطفل يعرف القراءة، او كان مازال صغيرا في السن. إذ أنه سيكتسب مهاراتها من خلال التقليد والمحاكاة.

زيادة الحصيلة اللغوية

أثناء قراءتك لطفلك فمن الممكن أن تزداد الحصيلة اللغوية لديه، من خلال استماعه إلى الكلمات المختلفة التي تنطقها وربطها بالصور في الواقع المحيط به، حيث تزداد حصيلة مفرداته ويبدأ في تكوين عبارات جديدة كل يوم.

زيادة التركيز

من الممكن أن تساعدك القراءة على زيادة التركيز والانتباه لدى طفلك، حيث أن قراءة كتاب أو قصة يحتاج من الطفل أن يجلس بهدوء ويستمع إلى ما يُحكى له. وذلك من شأنه أن يعود على الطفل بالنفع في حياته الدراسية، حيث يتعلم أهمية الجلوس هادئاً والاستماع بتركيز.

زيادة ابداع الطفل واتساع خياله

إن سماعنا لقراءة كتاب أو قصة تتطلب استخدام خيالنا وابداعاتنا من أجل تصوير شخصيات القصة، وأحداثها ومكان حدوثها. كما أننا نقوم بتوقع ما الأحداث التالية في القصة. كل ذلك يحدث مع الطفل أثناء قراءة كتاب أو قصة له، وهذا من شأنه أن ينمي ابداعه، ويطور خيالاته من خلال استخدام أفكاره وتطويرها.

كيف تساعد طفلك على القراءة

يستحق أطفالنا الاهتمام والتفكير في مستقبلهم وزيادة إمكانياتهم، لذلك من المهم أن تساعد طفلك في القراءة وذلك من خلال الخطوات التالية: [3]

اقرأ أمام طفلك بصوت مسموع وواضح: ليس مبكرا أن تبدأ بعد ميلاد الطفل بشهور قليلة، حيث يمكنك البدء معه في القراءة بصوت مسموع وواضح، وذلك في سبيل أن تجعل طفلك يستمتع بالقراءة في وقت مبكر من عمره. ويمكنك اختيار القراءة في أي وقت حتى تزيد من الترابط بينكما.

خصص وقتا يوميا للقراءة العائلية: إن كان طفلك يستطيع القراءة فاحرص على تخصيص وقتا عائليا لمدة 20 دقيقة على الأقل في اليوم بهدف القراءة معه ومع الاسرة. وهذا من شأنه أن يشجع الطفل على القراءة كما يعزز الاتصال الاجتماعي لديه.

اختر الكتب على حسب عمر الطفل: ليست جميع الاعمار متشابهة في طريقة تفكيرها، ولا قابليتها للفهم، لذلك عليك اختيار ما تقرأه لطفلك قبل قراءته. حيث أن الطفل من عمر يوم وحتى عمر عام يستجيب للتهويدات، والكتب القماشية التي تحتوي على صور حقيقية. ومن عام إلى 3 اعوام يمكنك قراءة القصص القصيرة. في حين يتم اللجوء إلى كتب الخروف الأبجدية والكتب المصورة من عمر 3 اعوام وحتى 5 أعوام.

اسأل الطفل أثناء القراءة: فهذا الأمر يدفع الطفل للتفاعل مع ما يقرأه او ما يستمع إليه، ويثير فضوله تجاه تكملة القصة أو الكتاب، كما يزيد من قدرته على الفهم ونطق الكلمات والمعاني المختلفة. فالطفل الرضيع يمكنك سؤاله “هل ترى هذه الزهرة؟”، وعندما يكبر قليلا في سن من عامين إلى ثلاثة يمكنك سؤاله قبل القراءة وبعدها وأثناء قراءة القصة عن “ماذا يرتدي الصبي؟”، وبعد ذلك في سن أكبر يمكنك سؤاله عن توقعاته لتكملة القصة وهكذا.

تدقيق/ نور فريق

المصادر:

[1]. highspeedtraining.co.uk

[2]. all4kids.org

[3]. icanteachmychild.com

Doha Hamada

ضحى حماده، خريجة ليسانس اداب قسم اللغة الفرنسية، وبكالوريوس تربية قسم اللغة الإنجليزية، تعمل مترجمة لثلاث لغات وكاتبة مقالات محترفة من مصر.