أول نشاط حركي قد يمارسهُ الطفل في سنواتهِ الاولى هو اللعب ، فللعب أهمية بالغة في النمو الجسدي كونه يُقَوي البُنية العضلية للطفل محافظاً عليها سليمة بعيداً عن داء السمنة ، فالألعاب التي تحتاج الى التفكير و حل الألغاز تساعد في تنشيط الذاكرة و قد تُحرك لدى الطفل العصف الذهني لتجعلهُ طفلاً سابقاً لأقرانه بالتخَيّل و مستوى الإدراك و قد تُفجر فيه طاقات غير مُكتشفة تفتح لهُ أبواب الإبداع و التفكير الخَلاق فهنا تكمُن أهمية اللعب في تنمية عقل الطفل .
مرح و راحة الطفل مع الإخوة و الأصدقاء أو أي شخص يحبهُ هذا الطفل يُعد عاملاً إيجابيا ً لتحسين الحالة النفسية للطفل و المساعدة في بناء شخصيتهِ كون الإنسان كائن إجتماعي يَقوى بحب من حَوَليه و ممارسة نشاطات الحياة معهم و منها اللعب و المرح وهذه كانت اهمية اللعب في تنمية الجانب الحسي للطفل .
كل ما سبق ذكرهُ تظهر نتائجه الأولية البسيطة في نفس الفترة أما النتائج الأقوى تُحصد و على المدى البعيد ، فَدَور الأهل في توفير الجو المناسب و تعليم الطفل ألعاب يتعلم من خلالها القِيَم الإنسانية كالأمانة ، العدالة ، الإحترام ، التعاون و البساطة ..الخ ، فهنا عُدَ اللعب أحد عوامل و وسائل التربية قبل الترفيه و المرح زيادة على أهمية دخوله للتعليم كأحد الوسائل المساعدة في إيصال المعلومة بسلاسة و مرح الى عقل الطفل .
و لِمَا للعب أهمية في حياة الطفل و الأسرة و المجتمع فقد تأسست جمعيات للعب فمثلاً :
- الرابطة الدولية للعب IPA : فهي منظمة دولية غير حكومية تأسست في الدول الإسكندنافية عام 1961 و هدفها هو حماية وصون و تعزيز حق الطفل في اللعب كَحَق أساسي من حقوق الانسان .
- Play Wales : هي مؤسسة خيرية مستقلة تعمل على زيادة الوعي بإحتياجات الأطفال و الشباب و حقهم في اللعب .
أحد أبسط وسائل اللعب هي الدُمى فحسب دراسة أجرتها جامعة كارديف \ المملكة المتحدة ، مستخدمين فيها التصوير العصبي لعينة من الأطفال و هم يلعبون بالدُمى ، وجد أن الدماغ يقوم بمعالجة المعلومات الإجتماعية مثل التعاطف حيث كانت فوائد اللعب الفردي بالدُمى متساوية لكل من الأولاد و البنات .
و أخيراً فلنعطي أطفالنا الوقت و الحرية الكافية لممارسة كل ما يحبونهُ ضمن حدود القيم الإنسانية و توعيتهم بأن حريتهم تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين .
المصادر: