أغلبنا تربى على جملة ( كان يا ما كان في سالف العصر و الزمان ) و على غيرها من الجُمل الإستهلالية التي كانت تفتتح قصص الكبار والصغار .
فقراءة القصص سواء أكانت للكبار او للصغارليست بالأمر الحديث أو الدخيل على مجتمعاتنا ، فهي في الأساس من الموروث الشعبي ، فالحكواتي او القصخون مذكور في التأريخ العربي و معروف بمهارتهِ الفطرية الشيّقة في سرد القصص المُعبرة و المليئة بالعِبر و ترسيخ القيّم العربية الأصيلة ، فقد تكون قصص من الواقع و متناقلة عبر الأجيال أو قد تكون خيالية مليئة بالفانتازيا لكنها أيضاً مُعبرة و موصِلة لفكرةٍ ما ، أتخذ الأجداد من قراءة القصص عادة جميلة ترسخت لتغرس جذورها في عقول وحياة أحفادهم ، زاد على ذلك تطور الموضوع ليصبح هناك أدب للطفل و قصص مطبوعة بألوان و رسوم زاهية فباتت في متناول الأم و الأب و الطفل .
أهمية قراءة القصص للأطفال
أحد أعمدة تربية الطفل هي قراءة القصص من قِبل الأم و الأب لأطفالهم لأهميتها البالغة في تقوية خيال الطفل و تنمية اللغة لديه مع زيادة في المفردات اللغوية ، و كونها تقوي علاقة الطفل بوالديهِ و بجدهِ أو بجدتهِ ، فالجو الذي تُسرد فيه القصة تملئهُ العاطفة ، يكون بها الطفل في أحضان والديهِ مغموراً بحنانهما و مكتسباً لكل ماذُكر أعلاه .
من جانب آخر ، فأن إستماع الطفل لسرد القصص قد يكون أهم من قرائتهِ لها حتى و إن كان في عمر يستطيع فيه القراءة . كون الاستماع ينقل المشاعر والأحاسيس بصورة أسرع و أوضح من خلال التغيير في نبرة صوت القارئ و إيماءاتهِ ، كذلك الاستماع و الإصغاء هي عادة و صفة حسنة و قد تكون أحد مظاهر الثقافة ، فنكون بذلك قد دربنا الطفل عليها و غرسناها في بُنيته النفسية بصورة غير مباشرة.
إبدأ بطفلك ..
أثبتت الدراسات في علم الأعصاب زيادة تأثير التجارب المبكرة على الدماغ ، فقراءة القصص للطفل في عمر مبكر سوف تساعده على النمو السليم لتفاعلاتهِ اللفظية و الحركية و خيالهِ ، زيادة على ذلك النمو العاطفي الذي سوف يكتسبهُ الطفل من خلال منحهِ إياه من الوالدين أو من المشاعر التي تتخللها القصص .
فطفلك عجينة بين يديك شَكْلها كما تشاء زارعاً فيها كل ما هو جميل و حَسِن ، متلافياً كل الأخطاء التي مررت بها في طفولتك لتهيئته انساناً سوياً ذو شخصية مختلفة و مميزة .
المصادر :
