Home » Blog » كيف يمكنك تطبيق التعلم النشط داخل الصف

كيف يمكنك تطبيق التعلم النشط داخل الصف

  • Doha Hamada 

ما هو التعلم النشط

يتم تعريف التعلم النشط بشكل عام على أنه طريقة تعليمية تهتم بإشراك الطالب في عملية تعليمه بنفسه، وذلك من خلال عدة طرق تدفع الطالب إلى التفكير الإبداعي، وتطوير حلول للمشكلات المختلفة.

كما يتم تعريف التعلم النشط على أنه مجموعة من الخبرات التعليمية للطلاب، والتي يتم تطويرها من خلال الممارسة المستمرة للأنشطة التعليمية الحديثة. مثل تحفيز المعلم للطلاب من أجل المشاركة في نقاش جماعي حول محتوى دراسي معين، وتحليل الأسئلة الموجهة إليهم لاستخراج حلول منطقية بتفكير نقدي.

وهناك العديد من استراتيجيات وطرق التعلم النشط التي يمكن دمجها في الطرق التقليدية للتعليم، ولكن هذا الأمر يستغرق بعض الوقت ويحتاج صبرا حتى يتم الحصول إلى الاستفادة القصوى من نتائج التعلم النشط.[2]

مهارات التعلم النشط

إن طفرة التقدم التكنولوجي التي تحدث الآن تتطلب المزيد من الجهد والعمل من أفراد المجتمع، حتى نستطيع مواكبة هذا التقدم، ولعل أولى الخطوات تجاه التطور هي العمل على تحسين مخرجات المجتمع من خلال تأهيل الطلاب لمواكبة تطور العالم الخارجي.

لذلك أصبح دمج التعلم النشط في الفصل الدراسي أمراً مُلحاً، لما ينميه من مهارات لدى الطالب في جميع جوانب شخصيته وتفكيره. أدناه بعض الطرق التي تساعد المعلم في تحقيق التعلم النشط مع الطلاب:

تطوير العمل الجماعي

يعتبر العمل الجماعي من أهم المهارات التي يعمل عليها التعلم النشط. حيث يحاول المعلم دفع الطلاب للتفكير الجماعي من خلال إدارة نقاش جماعي، أو القيام بالألعاب الجماعية مثل تقسيم الطلاب إلى مجموعات ومنح كل منهم سؤال، أو مشكلة يتوجب حلها بطريقة جماعية.

تنمية التواصل

أن التواصل والتفاعل بين الأشخاص من المهارات التي تسهل اي عمل، لذلك يهتم التعلم النشط بتنمية مهارات التواصل لدى الطلاب من خلال تشجيعهم على الحديث، والمشاركة في الأنشطة المختلفة، والتفكير في حلول منطقية ومبتكرة.

تطوير التفكير النقدي

في وقتنا هذا، أصبح تصديق مصادر المعلومات والمعرفة أمرا صعباً إلى حد ما. حيث أن التعلم النشط يساعد على تطوير التفكير النقدي تجاه معلومة أو خبر، متجنبا اسلوب التلقين والفهم السلبي دون توفر حجج وبراهين مقنعة.

تطوير التفكير الإبداعي

الجانب الإبداعي من المهارات الأساسية للخريجين في سوق العمل، والتعليم النشط يساعد في تطوير التفكير الإبداعي من خلال السماح للطالب بالابتكار والإبداع، بالإضافة إلى اكتشاف افكار اخرى من العمل الجماعي تؤدي إلى تعزيز إبداعه.

تعزيز المشاركة

يعمل التعلم النشط على تحفيز مشاركة الطلاب في العملية التعليمية الخاصة بهم، من خلال الدخول في نقاشات حول قضية معينة، أو البحث عن افكار واقتراحات لكل مشكلة مطروحة، وذلك من شأنه أن يعزز مشاركة الطالب في كل الأمور الحياتية التي سوف يواجها في المستقبل.

تعزيز دور التكنولوجيا

من الطبيعي أن يتم استخدام التكنولوجيا بشكل أوسع في وقتنا هذا، والتعلم النشط يساعد في تطوير وتعزيز دور التكنولوجيا، من خلال استخدامها في مساحة التعلم النشط التي قمت بدمجها لأسلوب تعليمك مثل؛ الشاشات الذكية، والألعاب الحديثة.

القدرة حل المشكلات

إن البيئة المدرسية تعتبر إلى حد ما بيئة مغلقة، ولكن بالرغم من ذلك فإنها تؤهل الطلاب إلى مواجهة العالم الحقيقي بعد الانتهاء من الدراسة، وتعتبر القدرة على حل المشكلات من المهارات التي يهتم بها التعلم النشط. ويتم ذلك من خلال تشجيع الطلاب على التفكير في حلول مبتكرة، وتبادلها مع الآخرين، والخروج بأكثر هذه الحلول منطقية.

أنواع استراتيجيات التعلم النشط

هناك أربع استراتيجيات للتعلم النشط يتم التعبير عنها من خلال استخدام الاختصار (VARK)، وهو اختصار لـ visual, auditory, reading/writing and kinesthetic، اي أن أنواع استراتيجيات التعلم النشط هي: [3]

  • الاستراتيجية البصرية

وتتمثل في توصيل المعلومات والمعرفة للطالب في شكل تصوير رسومي لرموز ذات مغزى، ومن أمثلتها الرسوم البيانية، والمخططات، والمسلسل الهرمي للمعلومات، والفيديو، والصور الفوتوغرافية.

  • الاستراتيجية السمعية

يتم استخدام التأثيرات الصوتية في هذه الاستراتيجية، ويقوم الطلاب بتدوين الملاحظات، والنقاش في محتوى الدراسة الذي يتم تدريسه مع زملائهم، وقراءة أفكارهم وحلولهم التي توصلوا إليها.

  • استراتيجية القراءة والكتابة

في هذه الاستراتيجية يتم استخدام المعلومات مكتوبة ومعروضة على شكل نشرات وعروض تقديمية تعليمية ، وذلك يساعد الطلاب على تجميع المحتوى التعليمي، من خلال تدوين المعلومات ومعالجتها لسهولة تذكرها.

  • الاستراتيجية الحركية

تتمثل الاستراتيجية الحركية في التعليم من خلال الأنشطة الجسدية، وتشارك الطلاب في عملية التعليم باستخدام جميع حواسهم، ويتم استخدام البطاقات التعليمية للرياضيات واللغة الإنجليزية لمساعدة الطلاب في التذكر بشكل أكبر، حيث أنهم يبلون حسنا في المواد التي تحتوي على أنشطة معملية بشكل أكبر.

تطبيق استراتيجيات التعلم النشط

يتم تطبيق استراتيجيات التعلم النشط من خلال عدة طرق في الفصل الدراسي، وكذلك في التعلم عن بعد تماشيا مع ظروف الحظر وفيروس كورونا المستجد، وتتمثل هذه الاستراتيجيات في:

  • الاقتراع أو الاستطلاع / Polling
  • فكر – ادمج – شارك / Think-Pair-Share
  • ورقة الدقيقة الواحدة / Minute Paper
  • مناقشات المجموعة الصغيرة / Small Group Discussions
  • العروض التقديمية القصيرة / Short Student Presentations

ان كنت تود تطبيق استراتيجيات التعلم النشط في الفصل الدراسي، أو في الفصل الافتراضي (عن بعد)، فكلاهما لهما نفس الطريقة، كما يلي: [3]

الاقتراع

هنا يمكنك كمعلم طرح سؤال على مجموعة الطلاب عن بعد، أو مجموعة الفصل الدراسي، وانتظار الاجابات في نفس الوقت وبشكل موجز، والتي يمكن أن تكون بنعم / لا، أو الاختيار من متعدد.

قبل بدء الدرس في الفصل الدراسي، او الفصل الافتراضي عن بعد، قم بتجهيز القليل من الأسئلة حول المحتوى الذي سيتم شرحه، وقبل او بعد أو أثناء الشرح يمكنك طرح أحد الأسئلة او الاستبيان وطلب الاجابات من طلابك. لا يستغرق الأمر أكثر من خمس دقائق، حيث أن الاجابات تكون بكلمة واحدة وبشكل سريع.

فكر – ادمج – شارك

في هذه الاستراتيجية، يقوم المعلم بطرح سؤال قصير، أو مشكلة معينة ومنح الطلاب بعض الوقت لتحقيق خطوات الاستراتيجية وهي؛

  • التفكير في المشكلة أو السؤال.
  • دمج افكار الطالب مع زميله او شريكه.
  • مشاركة النتائج التي توصل إليها الشركاء مع باقي طلاب الفصل.

أثناء الدرس، يمكنك طرح مشكلة أو سؤال، ويتم منح الطلاب مدة 15 دقيقة تسمح لهم بالتشاور ومشاركة زملائهم في إيجاد حلول منطقية. ثم يتم جمع نتائج الطلاب من خلال عرضهم لها أمام زملائهم.

ورقة الدقيقة الواحدة

هذه الاستراتيجية عبارة عن استبيان يتم فيه طرح سؤال عن محتوى الدرس قبل بدء الدرس، وطلب رأي الطلاب الشخصي، وبعد ذلك يتم اختيار الرأي الأرجح والحديث حوله.

يمكنك سؤال الطلاب حول:

  • النقاط الرئيسية للدرس.
  • عن ماذا يدور درس اليوم؟
  • أهمية درس اليوم.

ثم يُمنح الطلاب خمس دقائق للإجابة، وبعدها يمكنك الاختيار بين أكثر الأسئلة انتشارا ونقاشها خلال الفصل الدراسي من خلال استراتيجية الاقتراع.

مناقشات المجموعة الصغيرة

يتم في هذه الاستراتيجية التعمق في مشكلة أو سؤال ما، يمكنك طرح سؤال مفتوح ومنح الطلاب الوقت الكافي وفقا لمدى صعوبة المشكلة أو السؤال، وتبدأ المدة من 15 إلى 60 دقيقة، وبعد ذلك يتم تقديم النتائج إلى باقي أفراد الفصل.

عند تطبيق النظرية يهتم المعلم بتقسيم الطلاب وكم عدد المجموعة الواحدة، والوقت المطلوب لحل المشكلة، مع التمسك بإرشادات وقواعد المناقشة المتفق عليها من قبل.

العروض التقديمية القصيرة

في هذه الاستراتيجية يتم طرح المشكلة بشكل أوسع والسماح للطلاب بالاستفادة أكثر من آراء زملائهم، واستكشاف المزيد من الأفكار. حيث يبدأ وقت تطبيق الاستراتيجية من 15 إلى 60 دقيقة.

يمكنك كمعلم أن تطلب من طلابك استخدام مهاراتهم التحليلية أثناء حل مشكلة ما، او تصميم مقترحات مبتكرة من أجل معالجة المشكلة المطروحة. حيث يتم ذلك من خلال تخصيص العروض التقديمية للطلاب مع منحهم الوقت الكافي لإعداد عرضهم التقديمي.

الخاتمة

في النهاية، عند اختيار اي استراتيجية خاصة بالتعليم النشط من أجل تطبيقها في فصلك الدراسي بأي طريقة، عليك التأكد من جمع معلومات كافية حول طلابك من خلال تقييم نتائج تفكيرهم، وحلولهم، للتأكد من مدى نجاح الاستراتيجية المستخدمة، ومدى تأثيرها عليهم.

المصادر:

[1]  learninginnovation.duke.edu  , [2]  crlt.umich.edu  , [3]  educationonline.ku.edu

Doha Hamada

ضحى حماده، خريجة ليسانس اداب قسم اللغة الفرنسية، وبكالوريوس تربية قسم اللغة الإنجليزية، تعمل مترجمة لثلاث لغات وكاتبة مقالات محترفة من مصر.